خطب الجمعه جديدة وحصرية 2015 ، خطب منبرية ، خطب مكتوبة ، خطب جاهزة


موسوعة - خطب منبريه مكتوبة متجدد | خطب مكتوبة جاهزة للجمعة | خطب جمعه جاهزة

o"f hg[lui []d]m ,pwvdm 2015 ، o"f lkfvdm ، o"f l;j,fm ، o"f [hi.m


----------------------------------

صلاة الفجر

فضل صلآةة الفجر الْحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ الصَّلاةَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً , وَوَعَدَ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا بِجَزِيلِ الثَّوَابِ ، وَتَوَعَّدَ مَنْ تَهَاوَنَ بِهَا بِأَلِيمِ الْعِقَاب , وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِهِ فِي الصَّلاةِ , وَكَانَتْ آخِرَ مَا وَصَّى بِهِ أُمَّتَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْيَا , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الصَّلاةَ خَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الْبَدَنِيَّةِ , وَأَنَّهَا رِفْعَةٌ لَكُمْ وَسَعَادَةٌ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ , فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا فَمَا أَسْرَعَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى غَيْرِهَا مِنْ دِينِهِ , وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَع . أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ صَلاةَ الْفَجْرِ فَضْلُهَا عَظِيمٌ وَأَجْرُهَا كَبِيرٌ , وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ تَهَاوَنَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِيهَا , حَتَّى رُبَّمَا كَانَ شَخْصَاً مَعْرُوفَاً بِالْخَيْرِ وَالصَّلاحِ وَمَعَ هَذَا تَجِدُ عِنْدَهُ تَقْصِيرَاً وَاضِحَاً فِي صَلاةِ الْفَجْرِ , وَفِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ نُبَيِّنُ فِيهَا بِإِذْنِ اللهِ الأَسْبَابَ الْمُعِينَةَ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ , عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهَا ! أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَسْبَابِ التِي تَحْمِلُكَ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ مَعْرِفَةَ فَضَائِلِهَا , فَقَدْ أَقْسَمَ اللهُ بِهَا فِي السُّورَةِ التِي سُمِّيَتْ بِاسْمِهَا فَقَالَ (وَالْفَجْرِ) , وَجَعَلَ اللهُ الْمَلائِكَةَ تَشْهَدُهَا , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) وَالْمُرَادُ بِقُرْآنِ الْفَجْرِ صَلاةُ الْفَجْرِ , تَشْهَدُهَا الْمَلائِكَةُ . إِنَّ صَلاةَ الْفَجْرِ تَعْدِلُ مَعَ صَلاةِ الْعِشَاءِ قِيَامَ لَيْلَةٍ , فَعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُله) رَوَاهُ مُسْلِمٌ . إِنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ سَبَبٌ لِلنُّورِ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَعَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ , فَاعْلَمْ أَنَّ النُّورَ الذِي يَكُونُ مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , تَحُوزُهُ الآنَ فِي الدُّنْيَا أَوْ تُضَيِّعُهُ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) . إِنَّ صَلاةَ الْفَجْرِ تَجْعَلُكَ فِي ذِمَّةِ اللهِ وَعَهْدِهِ , فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكَ تَكَفَّلَ اللهُ بِرَدِّهِ وَالدِّفَاعِ عَنْكَ , فَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (من صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه . وَأَبْشِرْ يَا مَنْ تُحَافِظُ عَلَى الْفَجْرِ أَنَّ خَبَرَ صَلاتِكَ تُعْلِنُهُ الْمَلائِكَةُ الْكِرَامُ بَيْنَ يَدَيْ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى !!! وَأَنْتَ يَا مَنْ تَرَكْتَ صَلاةَ الْفَجْرِ : كَمْ أُجُورٍ ضَيَّعْتَهَا يَوْمَ نِمْتَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ ؟ وَكَمْ حَسَنَاتٍ خَسِرْتَهَا يَوْمَ سَهَوْتَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ؟ وَكَمْ مِنْ كُنُوزٍ فَقَدْتَهَا يَوْمَ تَكَاسَلْتَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ ؟ فَهَلْ تَذَكَّرْتَ وَتَصَوَّرْتَ مَاذَا يُقَالَ عَنْكَ عِنْدَ رَبِّكَ ؟ رَاجِعْ نَفْسَكَ وَتَدَارَكْ عُمْرَكَ وَاحْزِمْ أَمْرَك ! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ , وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ , ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ , فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ - كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ , وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه . أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : إِنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ تَمتُّعِكَ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْجَنَّةِ , فَإِيَّاكَ أَنْ تُحْرَمَ ذَلِكَ , فَعَن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ , فَقَالَ (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا) ثُمَّ قَرَأَ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبهَا) مُتَّفق عَلَيْهِ . أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : إِنَّ مِمَّا يُعِينُكَ بِإِذْنِ اللهِ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ أَنْ تَعْرِفَ مَسَاوِئَ تَرْكِ هَذِهِ الصَّلاةِ الْعَظِيمَةِ ! فَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّهَا مِنْ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلاةُ الفَجْرِ , وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا , وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فتُقامُ , ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ , ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمُ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ , فأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بيوتهم بالنار) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . فَهَلْ تَرْضَى أَنْ يُقَالَ عَنْكَ : إِنَّكَ مُنَافِقٌ ؟؟؟ عن نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الْإِنْسَانَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ , أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ . إِنَّ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ فَهُوَ مُتَوَعَّدٌ بِالْوَيْلِ وَالْغَيِّ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ,,, جَاءَ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ (غَيَّاً) وَادٍ فِي جَهَنَّمَ أَوْ نَهْرٍ فِي جَهَنَّمَ !!! وَمَعْنَى : أَضَاعُوهَا : أَخَّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا كَسَلاً وَسَهْوَاً وَنَوْمَاً . إِنَّ تَرْكَ صَلاةَ الْفَجْرِ يُوجِبُ أَنْ يَتْعَسَ الإِنْسَانُ وَيَكُونَ يَوْمَهُ كَسِلاً خَبِيثَ النَّفْسِ , بِعَكْسِ مَنْ صَلَّاهَا , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ مَكَانَ كُلِّ عُقْدَةٍ : عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ ، فَارْقُدْ ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ . إِنَّ نَوْمَكَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ , فعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ (هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا) فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ ، وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ (إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، فَقَالَا لِي : انْطَلِقْ ! انْطَلِقْ ! فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ فَيَبْلُغُ (وفي رواية : فَيَثْلَغُ) رَأْسَهُ ، فَيُدَهْدِهُ الْحَجَرَ هَاهُنَا ، فَيَتْبَعُهُ ، فَيَأْخُذُهُ ، فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يُصْبِحَ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ ، فَيَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَقَالَ (قَالَا : أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ !!! أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ , فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . فَيَا مَنْ تَنَامُ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ وَغَيْرِهَا : هَلْ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ هَذَا جَزَاءَكَ ؟ إِنَّ تَضْيِيعَكَ لِصَلاةِ الْفَجْرِ يَمْنَعُ عَنْكَ الرِّزْقَ وَالْبَرَكَةَ فِي مَالِكَ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب) وَالصَّلاةُ مِنْ أَعْظَمِ التَّقْوَى وَخَاصَّةً صَلاةُ الْفَجْرِ , قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : وَنَوْمَةُ الصُّبْحِ تَمْنَعُ الرِّزْقَ لِأَنَّهُ وَقْتٌ تُقَسَّمُ فِيهِ الأَرْزَاقُ , وَرَأَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ابْنَاً لَهُ نَائِمَاً نَوْمَ الصُّبْحِ , فَقَالَ لَهُ : قُمْ !!! أَتَنَامُ فِي السَّاعَةِ التِي تُقَسَّمُ فِيهَا الأَرْزَاقُ ؟ فَأَيْنَ الْمُشَمِّرُونَ ؟ وَأَيْنَ التَّائِبُونَ ؟ وَأَيْنَ النَّادِمُونَ ؟ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ اسْتَمَعَ الْقَوْلَ فَاتَّبَعَ أَحْسَنَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ , وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَم . الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ , وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ . أَمَّا بَعْدُ : فَاعْلَمْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ أَنَّ اللهَ جَعَلَ لَكِلِّ شَيْءٍ سَبَبَا ,فَاسْتَعِنْ بِرَبِّكَ وَاعْمَلِ الأَسْبَابَ التِي تُعِينُكَ بِإِذْنِ اللهِ عَلَى طَاعَةِ رَبِّكَ , وَأَبْشِرْ قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) فَمِنَ الأَسْبَابِ التِي أَنْتَ تَسْتَطِيعُهَا بِإِذْنِ اللهِ : النَّوْمِ الْمُبَكِّرِ , إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَيَكْرَهُ الْحَدِيثَ بَعْدَهَا , فَأَعْطِ بَدَنَكَ حَقَّهُ وَجَاهِدْ نَفْسَكَ لِيَنْتَظِمَ نَوْمُكَ مُبَكِّرَاً وَسَتَرَى ذَلِكَ ظَاهِرَاً فِي نَشَاطِكَ وَقُوَّةِ بَدَنِكَ . وَمِنَ الأَسْبَابِ : أَنْ تَنَامَ عَلَى وُضُوءٍ , وَتَقْرَأَ أَذْكَارَ النَّوْمِ الْوَارِدَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمِنْهَا : أَنْ تَجْمَعَ يَدَيْكَ وَتَنْفُثَ فِيهِمَا وَتَقْرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللهُ أَحْد وَالْمَعُوذَتَيْنِ , ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا رَأْسَكَ وَوَجْهَكَ وَمَا اسْتَطَعْتَ مِنْ بَدَنِك , وَتُكَرِّرُ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ , وَمِنْهَا : أَنْ تُسَبِّحَ اللهَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ , وَتَحْمَدَ اللهَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ , وَتُكَبِّرَ اللهَ أَرْبَعَاً وَثَلاثِينَ , فَإِنَّهَا مِنْ أَسْبَابِ النَّشَاطِ , وَمِنَ الأَذْكَارِ : أَنْ تَقْرَأَ آيَةَ الْكُرْسِي , وَاضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِكَ الأَيْمَنَ وَلْتَكُنْ يَدُكَ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّكَ الأَيْمَنِ ! وَمِنَ الأَسْبَابِ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : أَنْ تَجْعَلَ عِنْدَ رَأْسِكَ مُنَبِّهَاً إِمَّا الْجَوَّالَ أَوْ غَيْرَهُ لِيَرِنَّ عِنْدَ وَقْتِ الصَّلاةِ , وَمِنْ ذَلِكَ : أَنْ تُوصِيَ أَحَدَاً أَنْ يُوقِظَكَ لِلصَّلاةِ إِمَّا مِنَ الأَهْلِ أَوِ الْجِيرَانِ أَوِ الأَصْدَقَاءِ , فَإِنَّ هَذَا مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ! ثُمَّ جَاهِدْ نَفْسَكَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى وَكَرَّةً بَعْدَ كَرَّةٍ , وَلَوْ فَشَلَتْ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ , فَاجْتَهِدْ حَتَّى تَسْتَقِيمَ أُمُورُكَ وَتُحَافِظَ عَلَى طَاعَةِ رَبِّكَ , وَتَنْتَظِمَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ ! سَدَّدَ اللهُ خُطَاكَ وَفَتَحَ عَلَيْكَ وَأَعَانَكَ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَجَنَّبَكَ كُلَّ شَرٍّ , وَجَعَلَكَ مِنَ الْمُسَابِقِينَ لِلصَّلَوَاتِ عُمُومًا وِلِصَلاةِ الْفَجْرِ خُصُوصَاً . عِبَادَ اللهِ : صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا , وَأَصْلِحْ لَنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا , وَأَصْلِحْ لَنا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا , وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنا فِي كُلِّ خَيْرٍ , وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ , اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الْغَلا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلازِلَ وَالْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن . اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) 



--------------------------




إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد ،،، فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس : تجارة من التجارات، وضربًا من ضروب الأسهم والمرابحات , فُرَصٌ للمستثمرين ومجالٌ من مجالات المتسابقين والرابحين في سوقٍ هو أكبر وأعلى وأعظم شأنًا وقدراً من جميع أسواق الدنيا . 
إنها التجارة التي قال عنها ربنا جل وعلا ))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) 
نعم – عباد الله - إنها تجارة بحقٍ نِعمَ التجارة، إنه عَرضٌ رباني، إنها التجارة مع الله وحسب ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )) تجارةٌ أهلها هم الرابحون حقًا، لقد نزلت هذه التجارة على أسواق المؤمنين فطاشت بها جميع السِّلع وبارت، وتعلّق بها الصالحون من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم وتسابقوا وتسارعوا، فربحوا ربحًا عظيمًا، ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)) 
وما لهم أن لاَّ يربحوا وقد باعوا نفوسهم رخيصة، والمشتري منهم هو الله جلَّ جلاله، ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) 
فما أعظمها مِن تجارة! وما أعظمه من فوز نُرَبِّي أنفسنا وأهلينا عليه! كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه عليها، حيث كان يعلقهم بالآخرة وما فيها، ويُزَهِّدهم في الدنيا وحُطامها، فمما كان يقوله في هذا الأمر: ((مَن يشتري بئر رومة وله الجنة؟))، ويقول: ((من يجهِّزُ جيش العسرة وله الجنة؟))، ويقول في أحد: ((مَن يردُّهم عنَّا وله الجنّة؟))، وهو القائل: ((كم من عِذق رداح لأبي الدحداح في الجنة))، وقال: ((ربح البيع أبا يحيى))، وغير ذلك كثير، مبينًا لهم أنَّ ما عند الله خير وأبقى يقينًا بقول الله تعالى: ((قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)) فكانوا نِعمَ المستجيبين والسبّاقين للتجارة مع الله جلَّ وعلا ، وكانوا منيبين مستغفرين رُكّعًا سُجّدًا لله، ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) 
كما جاء عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِىَ رَضِىَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ ، إِنْ كَانَ فِى الْحِرَاسَةِ كَانَ فِى الْحِرَاسَةِ ، وَإِنْ كَانَ فِى السَّاقَةِ كَانَ فِى السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ )).
عباد الله / تلك هي التجارة مع الله، وأمَّا شأن التجارة الدنيوية فإنه بلا شك ولا مِرَاء أنَّ المال هو قِوام الحياة، والحث على تحصيله وحُسن تدبيره مِن أولويات تعاليم الإسلام، على أن المال فتنة ، وقليلٌ مَن ينجو من فتنته ، جاء عن كعب بن عياض رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ لِكُلِّ أمّةٍ فتنةٌ، وفتنةُ أمّتي المالُ)) رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
نعم - عباد الله - ما سكن المال في قلب إنسان إلا تعلَّقَ بحطام الدنيا وركن إليها، وآثر الفاني على الباقي، ولذلك كان حبيبكم صلى الله عليه وسلم يُحَذِرُ أصحابه أشدَّ تحذير مِن الدنيا ـ كما أسلفنا ـ حتى زهِدوا فيها بعد أن علموا عِلمَ يقين أنّها فانية وليست بدار قرار، وما كان منهم إلا أن تَزَوَّدوا منها كزاد الراكب، وما بقي عَمَروا به الآخرة؛ لأنهم أمعنوا النظر وتفكَّروا في أمر الآخرة، فارتحلوا إليها بقلوبهم قبل أن ترحل إليها أبدانهم.

إنَّ للـه عبـادًا فُطَـنـا طلّقوا الدنيا وخافوا الفِتنا
نظروا إليها فلمَّـا علموا أنّهـا ليست لحيٍّ وطنـا
جعلوهـا لجة واتخـذوا صـالِح الأعمال سُفُنـا
وبمثل هذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حين قال له: ((كُن في الدنيا كأنّك غريبٌ أو عابرُ سَبيل)) أخرجه البخاري. 
وقال عقبة بن عامر رضي الله عنه كما في البخاري قال: صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أُحد بعد ثمانِ سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: ((إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ ، وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ ، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ ، وَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأَنَا فِي مَقَامِي هَذَا ، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا)) 
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل الدنيا مزرعةَ الآخرة وميداناً يتسابق فيه الموفقون إلى الأعمال الصالحة، أحمدُه وأشكره على جزيل منّه وكرمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين. 
أما بعد :عباد الله / جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جَلَسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، وجلسنا حوله، فقال: ((إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا)) متفق عليه، وعنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّسَاءِ)) رواه مسلم.
وها هو صلى الله عليه وسلم يُخبرُ عن حقيقة الدنيا وخطورتها، وأنَّها ليست إلا خطرًا يُهَدِّد العبد المؤمن في حياته، ثم يخبرنا أيضًا عن عظيم شأن الكفاف والزهد في الدنيا بقوله: ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا)) رواه الترمذي ، وحسنه الألباني .
بل كانت نظرته للدنيا ـ بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ـ أعجب من ذلك كلِّه، فكما جاء عن ابن عباس: إنَّ نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا لِيَ وَلِلدُّنْيَا , وَمَا لِلدُّنْيَا وَمَالِي , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ , فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ , ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا )) أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني . 
عباد الله / هكذا كانت نظرة نبيكم إلى حقيقة الدنيا، وهكذا يجب أن ننظر إليها نحن ، وكما قال الأول :
مـا شِقوةُ المرءِ فِي فقرٍ يعيـشُ به ولا سعـادتـُهُ يومًـا بإكثـارِ
إنَّ الشقـيَّ الذي في النـار منزلُهُ والفوزُ فوزُ الذي يَنْجو مِنَ النارِ
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ....


-------------------------------


كيف تقضي الاجازة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحد لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وترك أمته علي محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيق عنها إلا هالك وصلوات الله وسلامه عليه وعلي اله واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين 
أما بعد 

فيا عباد الله اتقوا الله تعالي واعلموا أن هذه الدنيا سريعة الزوال وأن الإنسان إذا فارقها كأنه لم يلبس إلا ساعة من نهار وأن أعماركم حقيقة هي ما أمضيتموها في طاعة الله عز وجل فاعرفوا قدر الأوقات التي هي خزائن أعمالكم وبادروها بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان وانصرام الزمان أيها الاخوة أن كل ميت إذا مات فانه يندم أن كان محسنا ندم إلا يكون أزداد وان كان مسيئا لزم إلا وان كان مسيئا ندم ألا يكون استعتب أيها الاخوة إن كل يوم بل كل ساعة بل كل دقيقه بل كل لحظه تمر بكم فأنها لا ترجع إليكم أبدا وأن كل يوم وساعة ودقيقه ولحظه تمر بكم فأنها قصر في أعماركم ودنوا لآجالكم. أن كل يوماّ وكل ساعة وكل دقيقه وكل لحظه تمر بكم فأنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة وأن كل من سار علي الدرب وصل . فانتبهوا أيها الآخوه انتبهوا لهذه الحقيقة الواقعة التي نقفل عنها كثيراّ ويقفل عنها كثيرا من الناس فنسال الله العون والتوفيق أيها الاخوة إن المعلمين منا والمتعلمين من ذكور وإناث يستقبلون في هذه الأيام أجازه نصف السنه الدراسية فيا ترى ماذا سيقضون هذه الإجازة . أن الناس ينقسمون وأن سعيهم لشتى أن منهم من يقضيها في بلده لا يغادرها في رحلات ولا أسفار ولكن يتفرغ لأعماله الخاصة وأني أوجه الخطاب لهؤلاء أن يحرصوا علي أن تكون إجازتهم أجازه عمل بناء نافع تحصل به مصالحهم الدينية والدنيوية . أما في مراجعة علوم يودون التخصص فيها وأما في اجتماع علي درس ثقافة عامه واما في الحضور إلى المكتبات للإستزادة من العلم واما في اشتغال بمصالح دنيوية مع أولياء أمورهم حتى لا تضيع عليهم الإجازة وهم لا ينتفعون منها بشي ومن الناس من يقضى الإجازة بسفر إلى مكة والمدينه للعمره والصلاة في المسجد الحرام والصلاة في المسجد النبوي وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وعلي اله وسلم وقبري صاحبيه بعد الصلاة في المسجد وهذا من أفضل الأعمال أعنى هذا السفر من أفضل الأعمال لان العمره للعمره كفارة لما بينهما والصلاة في المسجد الحرام المسجد الذي فيه الكعبة أفضل من مائة ألف صلاه والصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وعلي أله وسلم خير من ألف صلاه فيما سواه وفي صحيح مسلم عن ميمونة زوجة النبي صلى الله وعليه وسلم وعلي اله وسلم أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن المسجد النبوي: ( صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة ) فخص النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الميزة أي بهذه المضاعفة وهى مائة ألف صلاه خصها بمسجد الكعبة الذي هو المسجد الحرام الذي أسرى منه النبي صلى الله وعليه وسلم فانه أتاه آتي وهو نائم في الحجر وهو جانب من الكعبة كما هو معروف فاستيقظ وأسرى به إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماوات العلي . واما الصلاة في المساجد الأخرى التي في مكة فان الصلاة فيها أفضل من الصلاة في غيرها من مساجد الحل ولهذا لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم في الحد يبه وبعدها في الحل وبعدها في الحرم نزل في الحل وصار يصلي في الحرم لان الصلاة في الحرم أفضل من الحل ولكن مائة ألف صلاة لا تكون الإ لمن صلى في مسجد الكعبة كما قاله رسول الله صلى الله عليه وعلي أله وسلم وإنني أوجه الخطاب إلى هؤلاء الذين يسافرون إلى العمره والي زيارة المسجد النبوي أن يخلصوا النية لله عز وجل وأن يحرصوا علي تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع هديه فان العباد لن تكون صحيحه مقبولة حتى تبنى علي هذين الأساسين الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليحرص هؤلاء المسافرين علي الصلاة في أوقاتها يصلونها قصراً من حين الخروج من بلدهم إلى أن يرجعوا إليه ألا أن يصلوا خلف إمام يتم الصلاة فانه فانه يلزمهم الإتمام تبعا له سواءً أدركوا الصلاة معه من أولها أو من أثنائها لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلي أله وسلم : (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) ولكن إذا كانوا في بلد تقام فيه الجماعة لزمهم حضور الجماعة وأن كانوا مسافرين . أما الجمع للمسافر فأن كان سائرا فالجمع أفضل ويجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء إما جمع تقديم وإما جمع تأخير حسب الأيسر له أما إذا أما إذا كان نازلاً فترك الجمع افضل ولو جمع فلا باس فإذا وصلوا الميقات أو حازوه إن كانوا في الطائرة أو كانوا في سفينة في البحر فليحرموا إي ينوا الدخول في النسك والأفضل أن يغتسلوا في الميقات فإذا وصلوا مكة بادروا بأداء العمره فطافوا بالبيت وصلوا ركعتين خلف المقام أن تيسر وإلا في إي مكان من المسجد ثم سعوا بين الصفا والمروة يبدون بالصفا ويختمون بالمروة ومن المعلوم أن الطواف والسعى كل واحداً منهم سبعة أشواط وبعد السعى يقصرون أو يحلقون روؤسهم ويكون التقصير شاملاً لجميع الرأس لا لجهاته بل لابد أن يعم جميع الرأس كما يعم جميع الرأس في حالة الوضوء ثم إذا كان من نيتهم أن يخرجوا من مكة من حين انقضاء العمره كفاهم الطواف الأول عن طواف الوداع وأن مكثوا في مكة فلا يخرجوا حتى يطوفوا للوداع لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلي أله وسلم . لا ينصرف أحداً حتى يكون آخر عهده بالبيت وقد سمى النبي صلى الله عليه وعلي أله وسلم العمره حجاً أصغر.وإذا كانت المرأة حائض عند الوصول إلى الميقات فان كانت ترجوا أن تطهر قبل رجوعهم من مكة فإنها تغتسل وتنوى الدخول في النسك ولكن لا تطوف ولا تسعى حتى تتطهر وأن كانت لا ترجو أن تتطهر قبل رجوعهم من مكة فلا حرج عليها أن تترك الإحرام ولا تعتمر ولكن أن قدر أنها طهرت في هذه الحالة قبل خروجهم من مكة فلها أن تؤدى العمره ولكن تخرج إلى التنعيم فتحرم للعمره من هناك أما في المدينة فالصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وعلي أله وسلم أفضل من ألف صلاه فيما سواه إلا المسجد الحرام مسجد الكعبة وسواءً كان في المسجد الأول أو كانت في الزيادة لان الزيادة في المسجد تبعا لها كما ذكر ذلك أهل العلم رحمهم الله فيصلى الإنسان في المسجد النبوي ما احب ولا يتقيد بخمس صلوات ثم بعد هذا يزور قبر النبي صلى الله عليه وعلي أله وسلم والي جنبه قبر صاحبيهما أبا بكر وعمر رضى الله عنهما فيقف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم متوجها إلى القبر والقبلة خلف ظهره ثم يسلم عليه واحسن ما يسلم عليه ما علمه أمته فيقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم صلى علي محمد وعلي أل محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي أل إبراهيم أنك حميد مجيد اللهم بارك علي محمد وعلي أل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي أل إبراهيم أنك حميد مجيد ثم يخطو خطوه واحده ليكون أمام أبى بكر فيسلم عليه السلام عليك يا خليفة رسول الله اللهم أرضى عنه وأجزه عن أمة محمد خيرا ثم يخطو خطوه عن يمينه ليكون مقابل عمر أبن الخطاب رضى الله عنه فيسلم عليه السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته رضى الله عنك وجزاءك عن أمة محمد خيرا وإذا شاء أن يزور البقيع فان ذلك من السنه وهو مقبرة أهل المدينة وفيها أمم كثيره من الصاحبة رضى الله عنهم وفيه قبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه وهو مشهور هناك فيزور قبره ويقف أمامه لتكن القبلة خلف ظهره فيسلم عليه السلام عليك يا أمير المومنين ورحمة الله وبركاته اللهم أرضى عنه وأجزيه عن أمة محمد خيرا وإذا شاء أن يزور شهداء أحد فان رسول الله صلى الله عليه وعلي أله وسلم قد زارهم فيقف هناك أمام الحوش المحوش عليهم فيسلم عليهم وفيهم حمزة أبن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله وعلي أله وسلم فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا أن شاء الله بكم لاحقون كما يقول ذلك في سائر المقابر وإذا شاء أن يزور مسجد قباء يتطهر في بيته ويخرج متطهراً ويصلى فيه ركعتين أو ما شاء الله فهذه هي المزارات التي تزار في المدينة وماعدا ذلك من المساجد السبعة كما يقولون أو مسجد القمامة أو غير ذلك من المزارات فانه لا يزار لان زيارة هذه الأماكن بدعه حيث لم ترد عن النبي صلى الله عليه وعلي أله وسلم . أيها الأخوة هذان صنفان من الناس في قضاء الإجازة الصنف الأول من يبقى في بلده والصنف الثاني من يذهب إلى مكة والمدينه أما الصنف الثالث فهو الذي يسافر إلى قريب له ليزورهم ويغرس الود بينه وبينهم وهذا من صلة الرحم التي يثاب عليها ويؤجر وقد تعهد الله عز وجل للرحم أن يصل من وصلها ويقطع من قطعها.الصنف الرابع من يقضى هذه الإجازة في الرحلات إلى البر للأنس مع إخوانه وإذهاب الملل والكلل عنهم وهذا من الأمور الجائزة وإنني أوجه الخطاب إلى هؤلاء في الأمور التالية الأول أن تكون الرفقة علي سن متقارب فانهم إذا كانوا علي فارق بين في السن لا يحصل بينهم التئام وتناسق لتفاوت ما بينهم في المستوى العقلي والفكري والعلمي والبدني فيكون الصغار عاله علي الكبار وربما أدى ذلك إلى مفاسد وانحطاط في الأخلاق ويستثنى من ذلك الصغار الذين يخرجون مع أهلهم فان هذا من المعلوم في الضرورة الأمرالثانى أن يحرصوا علي أداء الواجبات الشرعية كالطهارة كالطهارة والصلاة جماعه في أوقاتها فيتوضأ من الحدث الأصغر ويغتسل من الحدث الأكبر وينبغى أن يتخذوا مكاناً خاصاً لقضاء الحاجة والاستنجاء ومكاناً خاصاً ساتراً مصوناً عن عواصف الرياح للاغتسال وأن يخصصوا خيمه للصلاه فيها ويحسن أن يجعلوا فيها مصاحف وكتاباً لمن أراد قراءة القران أو المطالعة . الثالث أن يتأدبوا بالآداب الشرعية عند نزول المنزل والأكل والشرب والنوم فيقول إذا نزولوا منزلا أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فان من قالها عند نزول المنزل لم يضره شيئاً حتى يرتحل من منزله ذلك وأن يسموا الله عند الأكل والشرب ويحمدوه إذا فرقوا من الأكل والشرب فان النبي صلى الله عليه وعلي أله وسلم أمر بالتسمية عند الأكل والشرب وقال: ( أن الله لا يرضى عن العبد يأكل الأكل فيحمده عليها ويشرب الشرب فيحمده عليها ) وليكن أكلهم باليمين وشربهم باليمين فان الأكل بالشمال والشرب بالشمال من شمائل الشيطان وقد قال الله تعالي: (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ٌ) ويجب عليهم أن لا يحلوا لهم الأشر والبطر علي امتهان النعمة والسخرية بها كما يفعله بعض السفهاء . الرابع أن يتحاشوا ما يخل بالدين والأخلاق فلا يستمعوا إلى الأغاني المحرمة ولا يتلفظوا بالألفاظ البذيئة أو الساقطة ولاياتوا بحركات بينهم لا تليق بالمؤمن الرجل العاقل ولا ينظروا فيما يخل بالشرف والمروءة فيما يعرض الوسائل المنظورة لان ذلك يؤثر علي دينهم وينقصوا من دينهم ولا حرج عليهم أن يترفهوا بالمسابقة علي الأقدام أو المصارعة أو اللعب بكرة القدم أحياناً بشرط أن لا يشغلهم عن واجب وأن يكون عليهم لباس ساتر يستر ما بين السرة والركبة وأن لا يأتوا بكلمات نابيه عند الغالبية أو المغلبوبيه . الخامس أن يجعلوا عليهم أميراً ليرتب إمورهم وينزل كل إنسان فيما يليق به من عمل الرحلة وليكن الأمير من خيارهم في الدين والخلق والتدبير وقوة الشخصية هذه كلمات أوجهها لمن لمن يريدون أن يقضوا هذه الإجازة في الخروج إلى النزهة وأسال الله تعالي أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه وإننا في هذه الأيام ليسوءنا ما يحصل علي إخواننا في الشيشان من دولة الروس الكافرة الملحدة الشيوعية الخبيثة التي تعيث في الأرض فسادا أنه ليسوءنا وأنه قد ينكد علينا صفو هذه هذه الرحلات ولكن حقهم علينا أن نسال الله لهم أن نسال الله لهم الثبات والنصر علي عدوهم الخبيث الماكر وان يدمرهم تدميراً .أما الصنف الخامس فمن يقضى هذه الإجازة في السفر إلى الخارج إلى بلاد دمرت بالكفر والفجور والمجون ومسكرات العقول ومفسدات القلوب فيرجع وقد تلوث بهذه الأعمال ونقص إيمانه أو كاد يفقد وسلب عقله بما افتتن به فيكون ممن بدل نعمة الله الكبرى واستعان بما أعطاه الله من المال علي معصيته فخسر دينه ودنياه فليحذر اللبيب العاقل المؤمن أن يكون من هذا الصنف وليعلم هؤلاء انهم وإن نعموا أبدانهم بما نالوا من الترف فقد أتلفوا أرواحهم فقدوا راحتهم بما حصل لهم من التعب الفكري والقلق النفسي إلا أن يكونوا قد طبع الله علي قلوبهم فلا يفقهون ولا يشعرون وإنني اختم هذه الخطبة بما وجهه الله تعالي إلى عباده المؤمنين في قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) و أسال الله تعالي أن يعيننا جميعا علي ذكره وشكره وحسن عبادته وان يرزقنا اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحات وأن لا يزيق قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا منه رحمة انه هو الوهاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم علي نبينا محمد وعلي أله وأصاحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . 

من خطب الشيخ محمد صالح العثيمين غفر الله له

-------------------------------------

إستهدونــــــي أهدكـــم 




الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ يعلمُ ما كانَ وما يكونُ وما تسرونَ وما تعلنونَ. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمون، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبه يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً):أمّا بعد : أيُّها الأحبةُ في الله ، فَإنَّ الهِدايةَ مطلبٌ شرعيٌّ أمرَ اللهُ عِبادَهُ بالسَّعي إليه ، وحثَّهم على تحقِيقِهِ ، وقد جاءَ ذلك في الحَديثِ القدسيِّ ، الذي قالَ فيهِ تعالى {يا عِبادي كلُّكم ضالٌّ إلاَّ من هديتُهُ ، فاستهدُوني أهدِكُم } فالكيِّسُ العاقلُ ، هُو الذي يسعى جَاهداً .. لتحقيقِ هذا المطلبِ ، فلا يتوانى ولا يتأخرُ ، ويبَادرُ دُونَ تسويفٍ ولا إرجاءٍ ، ويبذلُ الغاليَ والنفيسَ في سبيلِ الحُصولِ على الهدايةِ، سلمانُ الفارسيُ ، رضي الله عنه ، جابَ الفيافيَ وقطعَ الديارَ ، وتنقلَ بين البُلدانِ ، ورضيَ بالذُلِ ، حتى بيعَ رقيقاً ، بحثاً عن الهدايةِ ، حتى استقرَ بين يدي النبيِّ e وقالَ عنهُ eسلمانُ مِنَّا أهلُ البيت ، بعد ما كانَ عند أبيِهِ ، يُوقدُ النارَ ، ليعبُدَها قُوُمُهُ في بلادِ فارسٍ ، فعندما تحركتْ همتُهُ ، وقويتْ عزيمتُهُ ، وبدأَ في طلبِ الهدايةِ هداهُ اللهُ ، حتى قالَ عنهُ النبيُّ e{سلمانُ منَّا أهلَ البيتِ } وهنيئاًلهُ .. ويستحقُ ذلك ، فبَعدَ هذا العناءِ الطُويلِ ، والسفرِ الشاقِ ، صارَ من أهلِ البيتِ y الذين قالَ اللهُ عنهم : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ). فطلبُ الهدايةِ من صفاتِ المُفلحينَ ، ولم يكنْ سلمانُ وحدَهُ y الذي سعى في طلبِها ، بل أصحابُ النبيِّ e .. كَمْ لا قَوا وعانَوا من المتاعبِ ، والمشاقِ ، والإنتقالِ والهجرةِ والتضحيةِ ، حتى صاروا هُداةً مُهتدينَ ؟ فرضيَ اللهُ عنهم ورضوا عنه ، ونالوا الخيريةَ على جميعِ القُرونِ لو أنفقَ أحدُنا مثلَ جبلِ أُحدٍ ذهباً ، ما بلغَ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَهُ ، فالمتاعبُ والمشاقُ في سبيلِ الهدايةِ ، أمرٌ هينٌ ، بل محبوبٌ إلى النفسِ قالَ تعالى ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) فانشراحُ الصدرِ لهذا الدينِ ، علامةُ الهدايةِ ، أمَّا الضيقُ والسآمةُ والكراهيَّةُ ، فذلِكَ علامةُ الضَّلالِ والشَّقاءِ ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِين َ) والهِدايةُ لا تأتِي إلاَّ بالمُجَاهدةِ وبِمُخالفةِ النفسِ ، ومُجانَبةِ الهوى ، قال تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) فلاَ بُدَّ من المُجاهدةِ ، أمَّا من أقامَ على المعاصي ، واستمرَّ على كبَائِرِ الذُّنوبِ ، واستمرءَ المُنكراتِ بِأنواعِها ، وجَلَسَ ينّتظِرُ الهدايةَ ، فَهَذَا حمقٌ وجهالَةٌ ، لا يُصلِّي الجُمُعَةَ ، ولا يشهدُ الصلاةَ مع الجماعَةِ ، ولا يحضِرُ المُحاضرةَ ، ولا يقرَأُ القرءان ، ولا يقرَأ أي كِتابٍ ديني ، ولا يسمعُ شَرِيطاً دينياً ، ولا يقْبَلُ نصِيحةَ ناصحٍ ، فمِن أينَ تأتي الهِدايةُ ؟ إنَّ أحوالَ َبعضِ الناسِ مع طَلَبِ الهِدايةِ أحوالٌ عجيبَةٌ غريبةٌ ، فقد أعرضَ أكثَرُهُم عن طلبِها ، وزَهِدَ البعضُ الآخرُ في تحصيلِها ، بل إنَّهم يسعونَ في طلَبِ الضلالِ ، إلاَّ من رحِمَ اللهُ وقلِيلٌ ما هُم ، إنَّكم ترونَ وتسمعون ، كم يسعَى كثيرٌ من الناسِ وراءَ شهَواتِهم ، وكم يبذُلونَ لِتحقِيقِ رَغَبَاتِهم ، وتَرونَ تنافُسُهُم الشديد في هذا ، و على هذِه الدُّنيا ، لكن أينَ السَّعيَ والبذلَ والتَّنافُسَ – على أُمورِ الآخِرةِ ؟ لَقدْ وصَلتْ بِبعْضِهمُ الحالُ – إلى درجةِ إيثارِ الدُّنيا ، وقَدْ قالَ الله تعالى ( فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ) يسعَونَ ليلاً ونهاراً ويَتَحمَّلُونَ المتاَعِبَ والمشَاقَ ، ويُحمِّلِونَ النَّفسَ مالاَ تطِيقُ ، .. والهَدَفُ الأوَّلُ والأخِيرُ .. هو..هَذه الدُّنيا ، وقد يُخَادِعُ أحَدُنا نفسَهُ ، ولكِنَّ الحِسابَ – عندَ الَّذي ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) فأحدُهم عِنّدَهُ الاستِعْدَادُ ، أن يُنْفِقَ ما يُنْفِقُ ، ومَهْما بلَغَ على ملذَّاتِهِ ، دُونَ ترَدُّدٍ ولا كسلٍ ، ولَكِن يتَصدَّقُ .. أو يتَبرَّعُ أو يَصِلُ .. فيَحْسِبُ لِذَلِك ألفَ حِسابٍ وحِسابٍ ، وتأمَّلوا أيُّها الأحباَبُ ، ما يقعُ في هذا المُجتَمعِ ، مِن مُوَاقِفَ مُبكِيَةٍ ،لأُسرٍ لا تَجدُ ما تّتغذا بهِ ، من قلةِ ذاتِ اليد ، ومن غفلةِ إخوانِهم عنهُم ، وكم يَصرِفُ أحدُهم من الألآف ، على سهرةٍ مليئةٍ بالكبائرِ والمُنكرات ، وهذا فيهِ دلاَلةٌ واضِحَةٌ ، على أنَّ النَّاسَ – بعيدِينَ عن الهِدايةِ ، وعن أخْلاَقِ وصِفَاتِ المُسلِمينَ الصَّادِقِينَ ، عجِيبَةٌ أُمُورُنَا .. نسعىَ لِطَلبِ الضَلاَلةِ والغِوَايةِ ، ولا نسعَىَ لِطَلبِ الهِدَايةِ والاستِقَامةِ ، آخِرُ مَا يُفَكَّرُ بِهِ أَحدُهم الدِّينُ ، واسْأَلوا إنْ شِئتُمْ ، بعضَ مَنْ عادَ في المسَاءِ إلى بيتِهِ ، بِماذا قضَى يومَهُ ‍؟ ولأيِّ مَقصَدٍ أضنَاهُ التَّعَبُ ؟ وعَجزتْ رِجْلاَهُ وكَلَّتْ يداهُ ،وأرهَقَ جُسَدَهُ وفِكرَهُ ؟ مِن أجلِ المَالِ؟ نَعَمْ مِن أجلِ جَمعِ المَالِ ، ولا غضَاضةَ في ذَلِك ، فَنِعمَ المَالُ الصَّالِحُ ، لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ ، ولَكِن يصِلُ بِهِ الأمْرُ ، إلى عِبَادَةِ الدِّرَهَمِ والدِّينارِ والشهواتِ الْمُحَرَّمةِ ،! فَتَعِسَ عبدُ الدِّرْهَمِ ، وتعِسَ عَبدُ الدِّينَار ِ(يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى*يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) 
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم








الحمد للهِ ، نحمَدُه حمداً يَلِيقُ بكريمِ وجهِهِ ، وبعظيمِ سلطانهِ ، نحمدُه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ونشهدُ أن لا إله إلا هو سبحانه لا شريك له ولاندَّ له ولاشبيه . ونشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، وصفيُهُ وخليلُهُ ، نبياً شرحَ اللهُ صدرَهُ ، ووضعَ عنه وزرَهُ ورفعَ ذكرَهُ . صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ، الطيبينَ الطاهرينَ ، وعلى من سارَ على نَهجِهِم إلى يومِ الدِّينِ ، وسلم تسليماً كثيراً : أَمَّا بعد : أيُّها المُسلِمون ، اعلموا رحِمنِي اللهُ وإيَّاكُم أنَّ الهِدّايةَ في إتِّباعِ سُنَّةِ الرَّسُولِ eوطاعتُهُ ، فقد قالَ اللهُ تعالى ( وإن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوْا ) وأعظَمُ ثمرةٍ مِن ثِمرِاتِ طاعتِهِ ، دُخُولُ الجنَّةِ فقد قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ {كُلُّ أمَّتي يَدخُلونَ الجنَّةَ إلاَّ من أبى .. قيلَ : مَنْ يَأبى يا رسَولَ اللهِ : قال من أطَاعَني دَخلَ الجنَّةَ ، ومن عَصَاني فقد أبى } فعليكُم بِطَاعةِ أوامِرِهِ ، واجتِنابِ نواهيهِِ ، وعليكُم بِالتَّمسُّكِ بِسنَّتِهِ ، واحذرُوا ردَّ الحَقِّ واحْتِقارَ النَّاسِ ، فإنَّ هذا هُو الكِبَرُ كَما جاءَ عنهُ e، {ولا يدخُلُ الجنَّةَ مِن كانَ في قلبِهِ مِثقالَ ذرَّةٍ مِن الكِبَرِ } وقالَ تعالى ( قيلَ ادخلوا أبوابَ جهَنَّمَ خالِدينَ فيها فبِئسَ مثوىَ المُتَكبِّرين ) فالكِبَرُ مِن موانِعِ الهِدَايةِ ، وقد أخرجَ الكِبْرُ إبلِيسَ مِن الجنَّةِ ، وما أكثَرَ مظاهِرَهُ ودلائلَهُ ، استِعلاءً على شَرعِ اللهِ ، وهجراً لِسنَّةِ رسولِ اللهِ e، لا سماعَ لِنصِيحَةِ ناصِحٍ ، ولا اصْغَاءَ لِموعِظَةِ واعِظٍ ، ولا امتِثالَ لأمرِ مُشْفِقٍ ، وقريباً سَوفَ تَرحلُونَ عَن هذهِ الدُّنيا ، وتُسألونَ عَن أعمالِكُم ، فأعِدُّوا للسؤالِ جواباً وللجوابِ صواباً ، اللهُمَّ أيقظْنا مِن رقْدَةِ الغَافِلينَ ، واجعلْنا مِن عِبادِكَ الصَّالِحين الْمُصلحين الْمُفلحين ، عِبادَ الله صلُّوا علىَ المعصُومِ عليهِ أفضلُ الصَّلاةِ وأتَمُّ التَّسليمِ ، فإنَّهُ يقولُ. إنَّ أَولى النَّاسِ بي يومَ القِياَمةِ ، أكثَرُهُم عليَّ صلاةً ويقولُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام { مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحِدةً صلَّى اللهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ ، وحطَّ بِها عنهُ عشرَ سيئاتٍ ورفَعَهُ بِها عشرَ درجاتٍ } اللهُّم صلِّ وسلِّمْ وأنعِمْ وأكرِمْ وزِدْ وبارِكْ على عبْدِكَ ورسُولِكَ مُحمَّدٍ وارضِ اللهُّم عن أصحابِهِ الأطهاَرِ ، أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمَانَ وعَلي وعنْ سائِرِ أصحاَبِ نبيِّكَ أجمَعِين وعنِ التَّابِعينَ وتابعيهم بِإحسَانٍ إلى يومِ الدِّينِ وعَنَّا معَهُم بِمَنِّكَ وفضلِكَ ورحمَتِكَ يا أرحمَ الرَّاحِمينَ ، اللَّهُم أعزَّ الإسلاَمَ وانصُرِ المُسلِمِين ، ودمِّرِ اليَهُودَ والنَّصارى والنُصريين ، والشيعةَ والشيوعيين ، يا ربَّ العَالمِين ، اللَّهُم اجعَلُهُم حصيداً خَامِدين ، وعِبرَةً لِلمُعتًبِرين ، إنَّكَ على ذلِك قدِيرٌ وبالإجابَةِ جَدِيرٌ يارب العالمين ، اللَّهُم اجعلْنَا هَادِينَ مهدِيين غيرَ ضالِّينَ ولا مُضِلِّين ، سِلماً لأولِيائِكَ حَرباً لأعدائِكَ ، اللَّهُم إنَّا نسألُكَ أن تَرْفَعَ ذِكرَنا ، وتَضَعَ وِزرَنا ، وتُطَّهِرَ قُلُوبَنا ، وتُحصِّنَ فُروجَنا ، وتغفرَ لنا ذُنوبَنا ، ونسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِن الجنَّةِ ، اللَّهُم اغفِرْ لِجميعِ موتىَ المُسلِمين الَّذينَ شَهِدوا لَكَ بِالوحدَانيَّةِ ولِنبيِّكَ بالرِّسالَةِ وماتوا على ذلِك ، اللَّهُم اغفرْ لَهُم وارحمهُم وأكرِمْ نُزُلَهم ووسِّعْ مُدخَلَهم ونقِّهم مِن الذُّنوبِ والخطَايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ ربَّنا أتِنا في الدُّنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسَنَةً وقِنا عذابَ النَّارِ عِبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمُرُ بالعَدلِ والإحسَانِ وإيتاءِ ذي القُربى وينهى عنِ الفَحشاءِ والمُنكرِ والبَغي يعظكم لعلَّكُم تذكَّرون فاذكروا اللهَ العظِيمَ يذكُرْكُم واشكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُم ولَذِكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنَعُون



تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ديوان الشاعر المبدع فراج فهد الشكره , ( جارف الشكره )

تحفيف الوزن خلال شهر 2015 - jptdt hg,.k oghg aiv